مركبة القرن الحادي والعشرين

28 سبت 2015

 مركبة القرن الحادي والعشرين

 
خلال تسعينيات القرن الماضي، بدأت سوق السيارات بتقبل فكرة الحاجة إلى مركبات من شأنها أن تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية والحد من آثارها السلبية على البيئة. وبات الموقف مواتياً للتغيير واتباع نهج جديد لتطوير مركبات صديقة للبيئة على نطاق واسع.
 
اختلال التوازن البيئي العالمي
 
أحدثت الثورة الصناعية تغييراً جذرياً في علاقة الإنسان مع البيئة وسارت بها إلى الأسوأ، حيث بات نمط حياتنا يعتمد على الوقود العضوي كالنفط والفحم والغاز الطبيعي. وأدى هذا الأمر إلى ارتفاع تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون وحده بحوالي 40٪ منذ بداية تلك الحقبة.
 
ونتج عن انبعاث كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى مثل الميثان، تغيراً كبيراً في المناخ، ونتيجة لذلك، فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في العالم بنحو 4,8 درجة مئوية أو أكثر بحلول نهاية هذا القرن . 
 
ويُعد الاحتباس الحراري سبباً رئيسياً للتغيرات المناخية المتفاقمة في مختلف أنحاء العالم، ويعتقد الباحثون أن مثل هذه الظاهرة سوف تؤدي إلى ارتفاعٍ هائلٍ في درجات الحرارة، وموجات حر شديدة، وزيادة في معدلات هطول الأمطار الغزيرة. وقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من الظواهر المؤسفة، مثل العواصف الرملية والترابية القوية في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، وهي دلائل تشير إلى المزيد من المشاكل التي تلوح في الأفق، إذ أن الغبار في حد ذاته كفيل بأن يسهم في تغير المناخ العالمي.
 
ويُشكل التصحر تهديداً خطيراً آخر، حيث لا تقتصر آثاره على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فحسب، وإنما في جميع أنحاء العالم. ففي البرازيل على سبيل المثال، وفي ظل التزايد المطرد في أنشطة إزالة الغابات، قد تتحول أجزاء كبيرة من غابات الأمازون المطيرة قريباً إلى صحراء قاحلة.
 
كما أن ارتفاع مستوى البحر الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري أصبح يشكل مشكلة خطيرة، إذ يتسبب انصهار القمم الجليدية القطبية في ذوبان الأنهار والسهول الجليدية المتجمدة وارتفاع منسوب المحيطات، وذلك نتيجة لتمددها الحراري، الأمر الذي ينعكس سلباً على الدببة القطبية التي باتت الآن على شفير الانقراض. وتتأثر بعض الدول التي تقع على جزر صغيرة في جنوب المحيط الهادئ بشكلٍ بالغٍ من ارتفاع منسوب مياه البحار، والذي تسبب في غرق المناطق الساحلية بينما تتغير ملامح الخطوط الساحلية. وباتت مدينة البندقية معرضة لخطر غمرها بمياه البحر بحلول نهاية القرن الحالي. 
 
هل المركبات هي المشكلة أم جزء من الحل؟
 
مما لا شك فيه أن المركبات هي واحدة من المشاكل التي ساهمت في إحداث هذا الخلل البيئي العالمي لما تنتجه من انبعاثات كربونية، غير أنها يمكن أن تكون أيضاً جزءاً من الحل.
 
وفي ظل المشاكل البيئية الجسيمة التي نواجهها حالياً مثل ظاهرة الاحتباس الحراري، أصبح من الضروري ابتكار نوع جديد من المركبات. وباعتبارها واحدة من رواد التكنولوجيا البيئية، فقد تنبهت شركة "تويوتا" سريعاً إلى خطورة التحديات البيئية التي تواجه العالم، وقررت مواجهة هذا التحدي.
 
مشروع "G21" بالغ السرية
بدأ مشروع "بريوس" في أوائل تسعينيات القرن الماضي. وقامت شركة "تويوتا" في العام 1993 بإنشاء مشروع "G21"، وهو مشروع أبحاث يتعلق بجيل القرن الـ 21 من المركبات. وفي يناير من العام 1994، تم تعيين السيد تاكيشي أوشيامادا ليترأس هذا المشروع، والذي أصبح فيما بعد كبير مهندسي مركبة تويوتا "بريوس". وكانت خطوته الأولى تشكيل فريق يتألف من 10 مهندسين متخصصين في مجالات مختلفة، مثل المحرك، والهيكل، والتصميم الخارجي، وتقنية الإنتاج. وقد كانت الأعمال والأنشطة التي كان يقوم بها فريق عمل مشروع "G21" مجهولة بالنسبة للكثيرين من الأشخاص، ويتم إجراؤها في الطابق الخاص بالمسؤولين التنفيذيين بشكل منفصل تماماً عن بقية أعمال الشركة، مما أثار شائعات في جميع أنحاء الشركة حول فريق غامض يعمل على مشروع سري.
 
تاكيشي أوشيامادا
 
رفع الكفاءة إلى أعلى مستوى
 
في وقت لاحق من العام 1994، أصبح السيد أكيهيرو وادا نائباً للرئيس التنفيذي للبحوث والتطوير ورئيساً تنفيذياً لمشروع "G21". وكان السيد أوشيامادا يهدف في الأساس إلى زيادة كفاءة استهلاك الوقود بمعدل مرة ونصف المرة، وذلك باستخدام نظام الحقن المباشر للوقود وناقل حركة جديد. غير أن السيد وادا أدرك أنه على الرغم من أن هذا الهدف قد يبدو طموحاً في ذلك الوقت، إلا أنه لم يكن كافياً، وأن المطلوب هو رفع كفاءة استهلاك الوقود إلى الضعف، وأصر على إبطال هذا المشروع فوراً إذا تعذّر تحقيق ذلك، الأمر الذي أشار إلى ضرورة ابتكار نوع جديد بالكامل من التكنولوجيا بالنسبة للسيد أوشيامادا وفريقه، وهو نظام طاقة "الهايبرِد".
 
ولدى ظهورها الأول في خريف العام 1995، كانت المركبة التجريبية تعمل بما يُعرف باسم "نظام تويوتا لإدارة الطاقة"، وهو نظام ثنائي المحركات يعتمد على محرك كهربائي مساعد لمحرك البنزين. وبالطبع لم تكن هذه التكنولوجيا تعرف في ذلك الوقت باسم "هايبرِد". وبالبحث عن اسم لهذه المركبة، قررت شركة "تويوتا" تسميتها "بريوس"، وهو مصطلح باللغة اللاتينية يعني "قبل" أو "الذي يأتي أولاً"، وقد كان ذلك خيار موفق لأن هذا الأمر كان يسبق الحراك البيئي الشائع. فقد كانت التكنولوجيا حاضرة والمفاهيم التصميمية والهندسية جاهزة. وكانت الخطوة التالية هي التصنيع والتسويق. وقام فريق العمل بتحديد تاريخ لإنجاز المهمة بعد عامين فقط في العام 1997، حيث كانت الحكاية على وشك أن تبدأ.
 
أكيهيرو وادا
 
 
تم الكشف عن مركبة تويوتا "بريوس" التجريبية في العام 1995 مع تزويدها بمكثف لتخزين الطاقة الكهربائية.
 
إقبال عالمي وأثر بيئي
 
 
قدمت شركة "تويوتا" في العام 1997 مركبة "بريوس"، وكانت أول مركبة "هايبرِد" يتم إنتاجها على نطاق واسع في العالم، والتي تقدم أداءً مميزاً من حيث التوفير في استهلاك الوقود أفضل بكثير من أي مركبة أخرى مزودة بمحرك يعمل على البنزين، مما كان بمثابة مفاجأة للعالم. ومنذ ذلك الحين، بدأ اسم وفكرة مركبة "بريوس" بالانتشار والتداول حول العالم، حيث وصل عدد مركبات تويوتا "بريوس" الجديدة المستخدمة على الطرقات إلى المليون  في العام 2008. وبحلول العام 2013، بلغ هذه الرقم ثلاثة ملايين2 مركبة، الأمر الذي يشير إلى أن التكنولوجيا البيئية الجديدة قد أصبحت منتشرة بشكل كبير، ولم تعد مجرد شيء يهتم به عدد قليل من المختصين بالبيئة، وإنما الخيار الأفضل للغالبية من الناس.
 
وقد بدأت شعبية مركبات "الهايبرِد" تتزايد بشكلٍ ملحوظ. فبحلول يوليو من العام 2015، كانت مبيعات شركة "تويوتا" من مركبات "الهايبرِد" قد تجاوزت ثمانية ملايين2 وحدة في العالم، الأمر الذي يعني خفض مايقارب 58 مليون طن من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي . 
 
 
 
 
 
الرسم البياني للـ 8 ملايين مركبة هايبرد حول العالم
 
ونتيجة لانتشار هذه التكنولوجيا المبتكرة، أصبح هناك نمط حياة جديد ينمو بوتيرة تصاعدية على الصعيد العالمي، فسواءً كان ذلك في أمريكا الشمالية أو أوروبا أو آسيا، يُقْدِم المزيد من الناس على شراء مركبة تويوتا "هايبرِد".
 
voltarene 100 voltarene patch voltarene patch
amoxicillin orifarm amoxicillin wiki amoxicillin bivirkninger
vepesid tablete vepesid vepesid lek
cialis coupon free asindia.in cialis coupon code